السُّعرات الحرارية هي الطاقة الحرارية التي تنتج عن هضم الطعام، وهي تختلف من طعامٍ إلى آخرَ، حيث تحتوي بعض الأطعمة على سعراتٍ حراريةٍ أكثرَ من غيرها. لا يتم إحراق السعرات الحرارية من خلال المجهود البدني فقط، بل يقوم الجسم أيضاً باستهلاك السُّعرات وحرقها أثناء قيامه بالعمليات الحيوية المختلفة كعملية الهضم مثلاً، حيث يستهلك هضم اللحوم سعراتٍ أكثرَ من هضم الخضار.
من الخطأ ربط نزول الوزن بالتقليل من السُّعرات الحرارية وبممارسة الرياضة لحرق أكبر عددٍ ممكنٍ منها، فعدد السُّعرات الحرارية الموجودة في نصف كيلوغرامٍ من البرتقال مساوٍ لعدد السُّعرات الموجودة في قطعةٍ من الشوكولا، لكن هذه السُّعرات غيرُ متماثلة. ولو كان الأمر كذلك لأمكن لمتَّبعي الحمية التي تعتمد على عدد السعرات الحرارية تناول قطعةٍ من الشوكولا مع مشروبٍ غازيٍّ وقطعة كعكٍ، فيتم بذلك استهلاك 2000 سُعرةٍ مسموحٌ بها في اليوم دون أن يزيد الوزن، وهذا مخالفٌ للواقع تماماً. يؤدي تناول هذه الأطعمة رغم احتوائها على 2000 سعرةٍ فقط إلى السِّمنة بكل تأكيدٍ، وذلك بسبب الهرمونات وخصوصاً هرمون الأنسولين الذي يرتفع عند تناول السُّكريات، فيتوقف الحرق في الجسم كليّاً لعدة أيامٍ تاليةٍ. من هنا يأتي الضرر البالغ لليوم الحُر الذي يُسمَح فيه بتناول كل أنواع الأطعمة السيئة، ظناً أن هذا اليوم لن يؤثر على الحمية الغذائية، ولكن الحقيقة أن الجسم سوف يقوم بتنظيف وتعديل ما تم تناوله في اليوم الحر لعدة أيامٍ بعده، وسوف يتوقف فيه الحرق لأسبوعٍ قادمٍ.
المصدر : موسوعة فكر تاني / حياة صحية جديدة / الجزء الاول / الدكتور كريم علي